ؤ
أخر حوار مع الصحفي الكبير :مصطفي أمين
علمتنى أمى أن أقول للاسانسير شكرا
المرأة المصرية تحررت فى وجه بنادق الاتجليز
المرأة المصرية تحررت فى وجه بنادق الاتجليز
ما من سؤال تلقية على مصطفى أمين إلا ويجيب عليه بقصة اسئلة عن سنة أو أسمة أو عنوانه أو رقم تليفونة سيجيب فى جميع
الأحوال بقصص تنسيك موضوع السئوال أسئلة عن رأية : يرد عليك بشلال من الزكريات والتجارب ويتركك تستخلص الراى الذى يروق لك وكأنه يخشى إذا قال رأية تشعر بأنة يفرضة عليك بدأ معه حديثنا بسئوال واحد لماذا انت محامى الأمهات فكان الجواب نفس الشلال المتصل من الحكايات الممتعة ولكن امواجهة قادتنا هذه المرة إلى نتيجة غير متوقعة قال مصطفى أمين نشأت أمى يتيمة تيمت وهى فى الثالثة من العمر وكان شقيقها "سعد زغلول" لم يتجاوز عامة الأول فعاش كلامها فى حضن جدتها والدة سعد زغلول باشا وعندما تزوج سعد من صفية " أم المصريين" اشترط عليها أن يعيش الطفلان معهما ووافقت وكان سعد بمثابة الوالد لأمى . وصفية بمثابة الوالدة وعلى فكرة .. خالى سعد زعلول لم يكن أسمة سعيد زغلول ولكن كان اسمه سعد وتسبب هذا الأسم فى مشكلة فقد كانت صفية زغلول تنادى فى البيت " يا سعد" ويرد معة سعد خالى ولحل هذا الاشكال قال سعد باشا لخالى احدنا يجب أن يغير أسمة وقد كان وتغيير أسم خالى رسمياً إلى سعيد "الشرقية " أستاذ مصطفى نحن نسألك عن السر فى دفاعك عن الأمهات مصطفى أمين : آه تذكر السر طبعاً هو أمى كانت صغيرة عندما ولدتنى . أقصد عندما ولدتنى أنا وعلى أمين نزل " على" أولاً وكان نموزجاً للوليد السخى "الملظلظ" وبعده بقليل نزلت انا وعندما عملت امى انها انجبت توامها اغمى عليها من الفزع وفزع الطبيب ايضا لان حجمى كان ضئيلاً ولا يبدو أننى سأعيش كان الطبيب انجليزياص ولكى يحافظ على حاتى وضعنى فى طتش مملؤ بالنبيز وأمر أن أظل منقوعاً فيه لمدة أربعين يوماً ويبدو أن جسمى قد امتص من النبيز فى تلك الأيام ما جعلنى بعد ذلك لا أشرب الخمر طوال حياتى المهم أراد سعد باشا أن يخفف الصدمة على ولدتى فقال لزوجته صفية هانم إن الله لم يزقنا بأطفال فى أن نتبنى هذا الولد الضغيف المهزول ونسمية مصطفى زغلول وتحمسة صفية وزغردت والدتى من الفرح ولكن والدى رفض كان غائباً فى دمياط وعندما عاد وعرف بهذا الاتفاق ثار وغضب وفشل مشروع التبنى وغضبت لذلك أمى لأن سعد باشا كان بالنسبة لها والداً تتشرف بأن تلبى أوامرة لم أعرف بهذه القصة طبعاً وقت حدوثها ولكنى عرفتها فيما بعد فى عام 1922 عندما وفد على بيت سعد باشا وفد من سيدات طنطا يحملن لافتة تقول صفية أم المصررين .. وتكلمت سيدة بأسم الوفد فقالت أن يا سعد أبو المصرين وصفية أمهم فى ذلك اليوم ونحن على مائدة الطعام التفت سعد إلى صفية وقال : اتذكرين عندما رفضت "أمين" أن يعطينا أبنناً ؟ وقد أصبح لنا اليوم 14 مليون أبن وابناة ! وعندما سألت . وعرفت القصة . غضبت من أبى ! كيف يحرمنى من أن يكون لى أب مثل سعد زغلول ! ولكن أبى قال لى . اليوم تنجب طفلاً . وترعف معنى الأبوية . ستفهم لماذا رفضت ..
"" لم تجب بعد على سؤالنا يا أستاذ مصطفى . . لم ترسل لنا صورة والدتك التى جعلتك عاشقاً لكل الأمهات .
مصطفى أمين . فعلاً عندكم حق . يجب أن أحدثكم عنها .
شكراً للأسانسير !
تفضل . قال لنا ماذا بالضبط جعلها أثيرة إلى قلبك ؟
مصطفى أمبن أولاً .. أنا أمى كانت "شديدة" جداً وكنا نهابها أكثر مما نهاب أبى . لأن والدنا كان فى حالة سفر دائم . لديه مكتب فى دمياط ومكتب فى المنصورة .
وكانت تربية أمى لنا لا تعرف تساهل . كانت تعليمتها لاى الخدم : الا يلبوا لنا أى طلب ما لم تقل : من فضلك . وإذا حدث أن وضع الخادم أمامى طبقاً على المائدة ولم أقل له "شكراً" فالتعليمات تقضى بأن يرفع الطبق من أمامى على الفور . وقد عاشت هذه العادة مع إلى اليوم . فأنان طوال الوقت أقول لكل النال "ميرسى" وعندما أكون فى أوروبا أو أمريكا وينفتح أمام باب المصعد الاوتوماتيكى أجد نفسى أقول له : ميرسى وعندما كنت فى الثلاثين من عمرى وعضواَ بمجلس النواب . ومالكاً "لأخبار اليوم" مع شقيقى على .. لم نكن نجرؤ على تدخين سيجارة أمام أمى . قالت لنا يوما : أنا أعرف أنكما تدخنان فلا داعى للاستذان بقصد التدخين فى الخارج يمكنكما التدخين أمامى .
لكننا لم نجرؤ.
وإلى أن ماتت كنا ننهض واقفين إذا دخلت علينا ونحن جالسين . وإذا خرجت ودخلت عشرين مرة . فاننا نقف ونجلس عشرين مرة .
نعم كنا نهابها بمعنى الكلمة .
وكان أبناء الأسرة الذين فى سننا يتمتعون بتدليل لا نتنمع نحن به . كان الواحد منهم يحصل على شهادة البكالوريا ( الثانوية العامة الآن) فيشترى أهلة سيارة خاصة له . وعندما حصلنا على البكالوريا – أنا وعلى – لم نحصل على سيارة وغضبنا وأحسنا أن أمنا لا تحبنا . واستجمعنا شجاعتنا وذهبنا نصارحها بهذا الاحساس .
كان جوابها : أسمعا .. أنا أريد لكل منكما أن يركب سيارة . ولكن من عرق جبينه . مفهوم .
وفهمت الاشارة . وبدأت أقتصد من أجرى فى مجلة "روزاليوسف" حتى اشتربت سيارة دفعت 25 جنيهاً وقسط الباق على 4 جنيهات كل شهر . وبعد سنوات كان معظيم أقرابائى الذين ركبو سيارات مهداة إليهم من أبائهم قد باعوها وأصبحو يركبون الترام .
أخر تضحية
"" أستاذ مصطفى .. هذه صورة سيدة تجيد تربية أطفالها وهى تستحق الاحترام بلا جدال . ولكنها لا تفسر ذلك التقديس الذى تشعر به نحوها ونحو كل الأمهات ؟
مصطفى أمين انتظروأنا لم أقل كل شئ بعد ما تزال هناك الصورة الأخيرة .
"" أية صورة ؟
مصطفى أمين فى عام 1946 طلبت والدتى أستاذ أمراض النشا العبقرى الراحل أحمد شفيق باشا وقالت له ببساطة أنها مصابة بالسرطان ففحصها الدكتور فوجدها بالفعل مصابة بسرطان منتشر وسألها كيف عرفت ؟ قالت كان خالى مصاب به وخالتى أيضاً وكان له علامات عرفتها فيهما وعرفتها بعد ذلك عندى .
قال : منذ متى ؟
قالت : منذ عامين .
ودهش الدكتور ما الذى جعل هذه السيدة الحازمة الدقيقة تتساهل عامين مع مرض خطير كهذا بعد أن عرفت أنها مصابة به قالت أمى : لم أرد أن أشغل بالى على ومصطفى . كانت "أخبار اليوم " ما تزال فى بداية خطواتها . ولم ترسخ أقدامها بعد .. وماتت بعد ذلك بعام واحد .. "الشرقية" الآن عرفنا لماذا محامى الأمهات . الآن – يا أستاذ مصطفى – أجت على سؤالنا .
فضيحة الحنطور :
سكت مصطفى أمين .
تأثر كثيراً عندما أحس بأننا شاركناه مشاعره . وكان سؤالنا التالى محاولة لإعادة البهجة إلى ملامحة . والخلاص من احازنة المفاجئة .
"" نسمع كثيراً . يا استاذ مصطفى . عن تقدم المرأة العربية ونجاحها . وتحررها . ولحقها بالقرن العشرين .. هل هذا كله صحيح أم مجرد كلام ؟
مصطفى أمين :
- اتذكر الآن شيخاً معمماً جاء يزور سعد زغلول ذات يوم . ويقول له باضطراب شديد :
فضيحة !! فضيحة !! رأيت فضيحة !! وبصعوبة شديدة نجح سعد باشا فى تهدء خاطرة . ثم سأله . ما هى هذه الفضيحة ؟
قال الشيخ : كنت فى ميدان المحطة . ورأيت إبراهيم بيك الهلباوى (أشهر محام فى ذلك الوقت) يركب عربة حنطور . وبجوارة زوجتة !! نعم كانت هذه فضيحة .. أن يركب الزوج عربة واحدة مع زوجتة .. القطار يركبانه معاً لا بأس ولكن بعد نزولهما يجب أن يركب الرجب عربة وتركب زوجتة عربة أخرى وأذكر أننا فى بيت سعد زغلول كنا نأكل جميعاً على مائدة واحدة رجال ونساء وأطفالاً . ولكن هذا خروجاً عن القاعدة .. كنت زميلاً ى المدرسة لأبناء آل عبد الرازق . أبناء مصطفى عبد الرازق شبخ الأزهر وعلى عبد الرازق الذى أثار الدنيا بكتابة الثورى الخطير "الإسلام وأصول الحكم" كانت عائلة متقدمة ومتطورة وكنت أيام المذاكرة أتناول الطعام أفرادها ولكن المائدة كانت دائماً للذكور فقط وعندما سألته عرفت أن كل ذكر فى الأسرة يبلغ الخامسة من العمر يهبط إلى الدور الأول ويعيش مع الذكور .. لا يأكل مع أمه أبداً ولا مع شقيقته أو خالتة أو عمته .
"" تقصد أن تقول أن المرأة قد قطعت بالفعل مسافة كبيرة منذ تلك الأيام حتى الأن .. مصطفى أمين : إذا كان هذا رأيكم فلا بأس ..
أوحش الوزارات
"" أستاذ مصطفى أمين .. نريد راياً محدداً فى تقدم المرأة العربية حقيقة أم كلام جرائد ؟ مصطفى أمين : أذكر أن سعد زغلول كانت تقابلة فتاة جميلة جداً . ومثقفة جداً . أسمها "منيرة ثابت" .. كانت تصدر مجلة أسمها "الأمل" وتصدر نسخة فرنسية منها بعنوان "اسبوار" .. وذات يوم طلبت من سعد زغلول أن يمنح المرأة حق الانتخاب .. فقال لها سعد يوم يتحرر الرجل المصرى ستتحرر المرأة المصرية . سأمنح المرأة حق الانتخاب يوم يخرج أخر جندى انتجليزى من مصر ..
"" وقد حدث ..
مصطفى أمين : نعم .. وكان لذلك قصة . جاء الرئيس اليوغزلافى "تيتو" يزور مصر ومعه زوجتة . وصاحبهما جمال عبدالناصر فى رحلة إلى الهرم .. وعلى جانبى الطريق زحف الآف المصريين لتحية الضيوف وإذا بزوجة تيتو تلتفت إلى جمال عبد الناصر وتسألة : هل اصدرت قراراً بسجن جميع نساء مصر ؟
ودهش عبد الناصر ، وقال : لماذا تقولين ذلك ؟ قالت : لأننى أرى الشعب كلة يحينى ولا أرى بين الصفوف أمرأة واحدة . الا ترى أنه قد أن الأوان تمنح نساء مصر حق التعبير ..
قال عبد الناصر : كيف ؟
قالت : أمنحهن حق الانتخاب .
قال عبد الناصر : ليكن ! سيحدث ذلك وبر عبد الناصر بوعدة وحدة وحصلت المرأة المصرية على حق الانتخاب .
"" وبعد ذلك صارت وزيرة .
مصطفى أمين : نعم . وكان أول من اقترح ذلك صحفى هندى ، أسمه "راجا"
وتناول الغداء فى بيتى مع صلاح سالم . فاقترح تعيين وزيرة مصرية ، لكى تسجل ثورة يوليو بنفسها فضل تحرير المرأة يومها قال صلاح سالم إن هذه خطوة ستقلب علينا الدنيا وبعد أيام رويت القصة لعبدالناصر . وتصادف أن دخل علينا عبد الحكيم عامر ، فقال لى عبد الناصر : قل لعبد الحكيم اقتراحك وما كاد عبد الحكيم يسمع بفكرة تعيين وزيرة حتى نهض واقفاً ، وخلع حزامة العسكرى وصاح على الطلاق بالتلاتة لو وحدة ست دخلت مجلس الوزارة استقيل من المجلس وقت حدث بالضبط ما تنبء به عبد الحكيم عينة عبد الناصر نائب للقائد الأعلى للقوات المسلحة وقد خرج من مجلس الوزراء واستدعانى عبد الناصر وطلب منى ترشيح عشر نساء ليختار من بينهن وزيرة وأذكر اننى ايامها أمينة سعيد وفاطمة عنان . وسهير القلماوى وعائشة راتب وحكمة أبو زيد وغيرهن ، وأرسلت إلى عبد الناصر – كطلبة – ملخصاً لحياة كل منهم وصورة له وفوجئب بأن عبد الناصر أختار أخر المرشحات حكمة أبو زيد . وعندما سألته عن السبب قال لى أخترتها بسبب صورتها فوجتها أقلهن جمالاً !!
مظاهرة ، وصلاة ..
"" أستاذ مصطفى هل تقصد أن تقول أن المرأة المصرية قد تحررت بالصدفة !
مصطفى أمين : يعنى أيه ؟
"" : يعنى حق الانتخاب حصلت علية بفضل زوجة "تيتو" والوزارة دخلتها بفضل صحفى هندى أسمه "راجا" ..و.. مصطفى أمين : لالالا .. هذا فهم خاطئ . المرأة المصرية تحررت بيديها بأظافرها بتضحياتها ..
أذكر أن نساء مصر قررن . أيام ثورة 1919 أن يقمن يمظاهرة لبلمطالبة باالافراج عن سعد زغلول وعودتة من المنفى الذى كان يرأس الجهاز السرى للثورة واستدعى زميلة توفيق صليب . وطلب منه أن يراقب مظاهرة النساء عن بعد ويمنع ما سيحدث من تصرفات الرجال حول المظاهرات
وقامت المظاهرة وتصدات النساء لبنادق الجيش الانجليزة واقتحمن الاسوار فى الطريق الى دار المندوب السامى البريطانى وعاد توفيق صليب يقدم تقريره لعبدالرحمن فهمى . سالة عبد الرحمن ماذا فعل الرجال ؟ هل اعتدوا عليهن؟
قال توفيق : كان الرجال حول المظاهرة كأنهم يشهدون صلاة ! فرضت المرأة المصرية احترامها غى أول مرة تخرج فيها إلى الشارع المصرى . وسجلت لنفسها مكانت فى المجتمع المصرى . عندما ساهمتبدورفى الثورة المصرية ..
"ا" وعندما خرجت إلى المجتمع .. هل سجلت نجاحاً ؟
مصطفى أمين : التى تمدح أما بنادق الاحتلال : لا يعز عليها أن تنجح بين أهلها وعشيرتها !
وأخيراً : باب حديد
"" يحيرنا سؤال يا استاذ مصطفى .. لماذا – وأنت متحمس للمرأة إلى هذا الحد لم يسبق أن أهتمتت بالصحفاة النسائية ؟ لماذا كان على أمين وحدة صاحب المحاولات المتواصلة فى عالم الصحافة النسائية والتى كان ابرذها إصدارة لمجلة "هى" ؟
مصطفى أمين : أنا كنت شريكاً له فى "هى" .. ولكننا اتفقنا أن ينصرف هو إليها وأنصر أنا إلى "الأخبار" و "أخبار اليوم" .. وأنا شاركت فى "هى" بالموضوعات ..
"" وهل تزال مستعد للمشاركة فى مجلة نسائية .
مصطفى أمين : بدون تردد
"" : فى الشرقية مثلاً ؟
مصطفى أمين : الشرقية شارك فى إصدارها على أمين . واستراكى فى تحريرها يسعدنى أكثر من اشتراك فى تحرير أى مجلة أخرى .. يتيح لى أن اتنسب روائح نصفى الذى رحلوا ..
"" : وهل يسرك وأنت مؤسس أسرة صحفية أن تنتسب إلى أسرة صحفية اخرى .. ترأسها سيدة .
مصطفى أمين : لن تكون سميرة خاشقجى أول سيدة ترئسنى .. لا تنسو أنتى قبل ذلك كنت مرؤساً بالسيدة روزاليوسف ..
"" أنت إذاً توافق على أن تكت للشرقية ؟
مصطفى أمين : لا !! أنا لا "أوافق" على الكتابة للشرقية !! أنا "أطلب أن أكتب لها" ..
"" : شكراً استاذ مصطفى . انتهى الحديث
مصطفى أمين : هكذا ! فجأه !
"الشرقية" : لم يعد لدينا وقت . المطبعة فى الانتظار والموضوع الى ستكتبة مطلوب فى الحال .. !!
وهكذا . ولد على صفحات الشرقية الباب الجديد لمصطفى أمين "نساء ورجال"
وتركناه يكتب موضوعة الأول – المنشور على الصفحات السابقة بعنوان : أم المصريين


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق